بعد وفاة والده بالكورونا أمامه لغياب سرير إنعاش : الإبن يكتب رسالة مؤثرة ويروي تفاصيل صادمة عن الحادثة
توفي الأستاذ القنيشي المصاب بفيروس كورونا أصيل المروج الذي تمّ تداول مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو في حالة حرجة أمام مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة ورفضوا قبوله بسبب عدم وجود سرير إنعاش شاغر و كتب ابنه محمد أمين تدوينة مطولة تحدث فيها عن الأحداث التي رافقت وفاة والده و هذا ماكتبه :
” تبدى الحكاية نهار 3 سبتمبر 2020 ، نهار الي طبيب كتب التقرير متاعو لبابا 《الأمين القنيشي》 و قالي وقال للمرحوم انت تحتاج ترقد فالسبيطار الأمراض الصدرية “عبد الرحمان مامي” و كتب التوصيات متاعو و قال الي المريض يلزم يتمتع بالتنفس الاصطناعي نظرا لحالة الارهاق الي يحس بيها و خوفا من تدهورها اكثر ..
وكي دخلنا ولا قسم قبل انو يدخلو و كانو متخوفين من انو يكون كوفيد-19 و قالو لازم نعملوا تحليل قبل كل شي باش ما نكونوش سبب في مرضو، قبلنا بالشي هذا و خذاو التحاليل في الكرهبة و قعدنا نستناو وما دخلوناش للمستشفى و ماقبلوش انو يعدوا عليه و علينا و مايقارب 3 ساعات والسخانة تهز فيه و في حالة ارهاق و يقول بالصوت الواضح “لو كان تروحو بيا راني نموت” و الناس الكل خايفة منا و تتهرب و الطبيبة تقولنا اهوكا كتبتلكم دواء اشروه و لباس راو ما فما حتى خطر و اعزلوه فالدار ..
ومن تاريخ 3 الى 9 سبتمبر الحالة متاعو ماشية و تدهور و كل مرة ينقص فالوزن متاعو .. وكنا طلبنا باش يصير للعايلة تحاليل باش نفهمو رواحنا لكن كل مرة يقولوا هانا جايين و ما جاو كان بعد ما تكلمت في اذاعة موزاييك(mosaïque fm) نهار 5 سبتمبر باش صار التدخل و جاونا و عاودنا كلمناهم في نفس النهار المذكور في وقت تقريب 14h و طلع طبيب اول ما سألو قلو آش تحس في روحك قلو “تعبت يا دكتور ” (بصوت انسان يبكي) ..
قاسلو السخانة و القلب و الظغط و قلو لباس عليك وكول الماكلة وتنجم تقوم عادي راو .. الا انو قلو راني ما نجمش و مانيش لاقي روحي و قوتي ، والطبيب كبش فيه وقلو اقعد في دارك خاطر نهزوك غادي نهملوك وتضربك جرثومة لا قدر الله و تتعب اكثر .. قبلنا و قلنا مادام هنا خير يبقى و لاباس .. الا انو فالدار كان يحس بعوارض عكس كل المقاييس .. السخانة تطلع 35,6 وهو يطلب مني باش نشوفلو حاجة نبردو بها و يقول شبيها الدنيا سخونة وهيا تبدا باردة .. و مع كل يوم الحالة تزيد تتطور ولا ماعادش ينجم يتكلم والا يقول كلام مفهوم فكنت نعاون فيه باش نفهم الطلب متاعو ونعطيه الدواء و نحكي معاه و نحاول نحسسو انو مش فالفراش و نحكيلو على الي قاعد يصير ..
وهذا الكل و نتيجة التحليل ما خرجتش كان نهار 8 سبتمبر فالعشية مخر وكانت فاجعة بالنسبة ليه كي عرف انو عايلتو مرضى وباش يصير فاهم كيفو .. أنا ريت بابا في آخر انفاسو مرمي على الفرش وأطرافوا باردين ثلج و عينيه تخزر فالسماء ..
وقلت هل هكذا يكافئ رجل دولة خدم في سلك التعليم من جميع أصنفو من سنة 93 وهي سنة انتدابو مع الوزارة ! يعني 27 سنة من العطاء و العمل تحت راية دولة تزعم أنها توفر النظام و الحرية والعدالة ! دولة توظف موظفين وأحنا نستناو قدام باب قسم الانعاش و طبة متع كرهبة SAMU بن عروس يحاولوا يتدخلو بالتاليفونات باش يلقاو بلاصة و يجاوبنا موظف يقول “مافماش بلاصة وتحيا تونس !!” و تقعد عملية التفاوض و الطلب المستمر والتشحّت فاهم ما يقارب ثلاث ساعات وأحنا نستناو و من بعدهم ساعتين أخرين للتعقيم والانتظار و المريض في سيارة الاسعاف و الاوكسيجان باش يوفا علاهم من دون سبب يذكر ،و الي يدوخ والي خايف وعلى اعصابو و ولا واحد من العايلة قادر يقربلنا خاطر مرضى و حالة من الفزع و جماعة قسم الانعاش يجاوبوا انو ما فماش بلاصة وانوا عدد اسرة الانعاش غير كافية و ما تم تعقيم بلاصة كان فيها انسان متوفى كان بعد تدخلات و مجهود جبار باش دخل !! مش عارف انا المسؤولين الي يجريو على تقلد المناصب و يعتبروا القسم على المصحف من البدائيات وحاجة روتنية لا أكثر ! لكن والله لن ننسى كيف كافئتنا بلادنا بعد هذه السنين و تظلمنا بالشكل هذا !!
الحق ما نظلموش حتى اطار طبي لأنهم يخدموا بالموجود و المتوفر و بأقصى ما عندهم لكن للناس الي تفاهمت باش تحل الحدود علينا من دون حتى ما تعزز مستشفياتها و تزيد عدد الأسرة فيها وخاصة متع الانعاش ! والاكتفاء بكلمة ‘الوضع تحت السيطرة’ لعنكم الله وجعل الخزي يلاحقكم مادمتم أحياء !
“لقد ترجل عن دنيانا أبٌ وأحد رجالات التعليم بعد صراع مع الدولة وليس مع المرض.. الحق لن يسقط أبدا وتذكروا موعدنا مع الله حيث لايضيع عنده حق ولا عمل”
نشكر كل من ساهم في توصيل صوتنا في الفترة هذيكا من اذاعات و شخصيات ناشطة ونواب بالبرلمان :
Mosaïque FM
Radio Rades FM الصفحة الرسمية
Halima Hammami
الأسعد بوعزيزي أبو مريم
و حقنا قائم الى يوم الساعة من كل عضو او وزير كان تحت اشراف رئيس الحكومة السابق المٌقال لشبهات الفساد “الياس الفخفاخ” Elyes Fakhfakh – الياس الفخفاخ و المديرين الجهويين و اعضاء وزارة الصحة ورئيس الدولة الذي لطالما غمرنا بخطابات
الدستور و الشرعية و حق الانسان في العيش بكرامة !
《سيدي الرئيس هذه المرة لم تسقط بغلة في العراق ! بل زميل لك في سلك التعليم و أحد رجال التعليم بعد 27 سنة من العطاء و الوفاء في المؤسسات التونسية ، بهذه الطريقة نكافئهم !! ، قاد زاد حِملُك ..”
تبدى الحكاية نهار 3 سبتمبر 2020 ، نهار الي طبيب كتب التقرير متاعو لبابا 《الأمين القنيشي》 و قالي وقال للمرحوم انت تحتاج…
Publiée par Med Amine sur Jeudi 17 septembre 2020